سورة الشعراء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


الميقات: الوقت المحدد. يوم معلوم: يوم العيد كما جءا في سورة طه يوم الزينة. وعزة فرعون: قسمٌ بقوته وعظمته. تلقَفُ: تبتلع. يأفكون: يكِذبون بقلب الحقائق، بكيدهم وسحرهم. من خلاف: قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، والعكس بالعكس. لا ضير: لا ضرر. منقلبون: راجعون.
ذُكرت هذه المبارة في سورة الأعراف وسورة طه وفي هذه، السورة وخلاصتها:
ان فرعون وقومه أرادوا ان يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا ان يُتمَّ نورَه ولو كره الكافرن.
فلما جاء السحرةُ في اليوم المعيّن من مختلف اقاليم مصر العليا- وكانوا ابرع الناس في فنّ السحر وأشدَّهم خِداعا وتمويها- طلبوا من فرعون الأجرَ ان هم غَلَبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم بأنه سيجعلهم من بطانته المقربين اليه.
وابتدأت المباراة.... فقال موسى للسَحَرة: ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر. فألقَوا حبالهم وعصيَّهم. وخيِّل للناس المجتمعين انها تسعى. وأقسموا بعزّة فرعون انهم الغالبون. فألقى موسى عصاه فإذا بها تبتلع كل ما ألقوه، وما خدضعوا بن أعينَ الناس. وانتهت المباراة بغلبة موسى لهم، وعرف السحرة ان هذا الذي جاء به موسى ليس سحراً وإنما هو معجزة نبيّ، فسجدوا وقالوا: آمنا بربّ العالمين، ربّ موسى وهارون. فقال فرعون وقد اخذه الغضب: وأخذ يهدد السحرة ويتوعدهم ويقول: انه لكبيرُكُم الذي علَّمكم السحرَ. ان موسى هذا هو الذي علّمكم هذا لاسحر، وقد تواطأتم معه، فلسوف تعلمون ما سأفعله بكم وبه، لأقطَعَنَّ أيديَكم وأرجُلكم بشكل متخالف، ولأصْلبنَّكم على جذوع الشجر.
فقالوا جميعا: لا ضرر، افعلْ ما تريد، فإن المرجع إلى الله، وهو لا يُضيع أجر من احسنَ عملا، وإنا لنرجو ان يغفر لنا خطايانا، لأننا اول من آمن بدين موسى.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وروح: {أأمنتم} بهمزتين، والباقون: {آمنتم}. قرأ حفص: {تلقف} بسكون اللام وفتح القاف دون تشديد. والباقون: {تلقف} بفتح اللام وتشديد القاف المفتوحة.


سرى وأسرى: سار ليلا. متبعون: يتبعكم فرعون وجنوده. الشرذمة: الجماعة القليلة من الناس، والشرذمة: القطعة من الشيء جمعها شراذم. غائظون: جمع غائظ، وهو الذي يفعل ما يغضب.
حَاذرون: جمع حاذر وهو الذي يكون يقِظا محترزا. مقام كريم: القصور العالية، والمنازل المريحة والنعمة الوافرة. اورثناها: ملّكناها لهم. مشرقين: وقت شروق الشمس، تراءى الجمعان: تقابلا ورأى كل منهما الآخر. لمدرَكون: سيدركوننا. انفلق: انشق. الفِرق: بكسر الفاء الجزء. الطود: الجبل. أزلفنا: قربنا. ثم: هناك. لآية: لعظة وعبرة.
وأوحى الله إلى موسى ان يَسْرِيَ ببني إسرائيل ليلاً ويخرج من مصر، وان يمضيَ بهم حيث ما يؤمر. ففعل. كذلك أعلمه الله ان فرعون سيتبعهم. وبالفعل، فقد أرسل فرعون إلى جميع المدائن بمصر يقول لهم: إن موسى ومن معه شِرذمة قليلة قد أغاظونا بإيمانهم بموسى وربه، فعليكم جميعا ان تحذَروهم. وخرج فرعون بجيوشه ليلحقوا بموسى ومن معه، وتركوا تلك البلاد وما فيها من نعيم، ومنازِل وقصورٍ وجنات.
{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بني إِسْرَائِيلَ}
يعني أنه أخرج بني إسرائيل من ذلك النعيم، واورث بني اسرائيل جناتٍ وعيوناً مماثلة لها في ارضٍ غيرها، ولا يمكن ان يكون بنو اسرائيل عادوا إلى مصر وورثوها واقاموا بها.
{فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ}
ولحقَ فرعون وجنوده موسى ومن معه عند شروق الشمس. فلما رآهم قوم موسى خافوا وقالوا: أردكَنا فرعون!! فقال موسى: لا تخافوا إن معي ربي وهو سيَهديني إلى الصواب، ويرشدّني إلى طريق النجاة.
فأوحى الله إلى موسى أن اضرِبْ بعصاك البحر، فضربه، فانفلق البحر قسمين عظيمين كل قسم كالجبل. وسار موسى وقومه ونجضوا، وتبعهم فرعون وجيشه فانطبق عليهم الماء فغرقوا جميعا. وفرعونُ كما تقدم هو امنفتاح بن رعمسيس، وجسده موجود الآن في المتحف المصري يشاهده الناس.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ}
ان في هذا الذي حدثَ في البحر لمعجزةً وعبرة لمن اراد ان ينتفع. لكنّ اكثرَهم لم يؤمنوا ولم يعتبروا مع ما رأوا من الآيات العظام والمعجزات الباهرات. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم}
يتكرر هذا التعقيب في هذه السورة ثماني مرات في ختام كل قصة.
قراءات:
قرأ أهل الكوفة وابن عامر: {حاذرون} بالف بعد الحاء. والباقون: {حذرون}. وقرأ حفص: {معيَ ربي} بفتح الياء، والباقون: {معي ربي} بسكونها.


اتلُ عليهم: أخبرهم، واقرأ عليهم. عاكفين: ملازمين على عبادتها ومواظبين. يوم الدين: يوم القيامة. حُكما: علما بالخبر والعمل به. لسانَ صدق: ذكراً جميلا بين الناس. يوم يُبعثون: يوم القيامة.
في هذه الآيات الكريمة عرضٌ لقصة إبرهيم والحِجر ومريم والأنبياء والحج، وكانت القصة في كل سورة مناسبةً لسياقها العام، وعُرِض منها ما يتفق مع موضوع السورة.
وخلاصتها: أخبرْ يا محمد الناس قصة ابراهيم إذ قال لأبيه وقومه: أي شيء هذا الذي تعبدونه؟ قالوا: نعبد أصناماً ونلتزم طاعته ونواظب على ملازمتها. فقال ابراهيم: هل تسمعكم هذه الأصنام حين تدعونها، وهل تضركم أو تنفعكم؟ قالوا: لا يفعلون لنا شيئا من ذلك، ولكننا وجدْنا آباءنا يعبدونها فقلّدناهم فيما كانوا يفعلون. قال ابراهيم: هل فكّرتم فيما تفعلون وما تعبدون، انتم وآباؤكم، بأن هذه الأصنام أهلٌ للعبادة؟ انني عدو لهذه الأصنام، فأنا اعبد رب العالمين الذي خلقني وتكفّل برعايتي، وهداني إلى الدين الذين يدلّني على أسلوب الحياة الصحيح. انه هو الذي يسّر لي الرزقَ وأنعم عليّ بالطعام والشراب، وهو الذي ينعم علي بالشفاء إذا مرضتُ.. (الم يقل والذي يُمرْضني، بل قال واذا مرضتُ، وهذا من الأدب مع ربه).... وهو الذي يميتني إذا حلّ أجَلي، والذي يحييني مرةً أخرى للحساب والجزاء، وأما أطمع ان يغفر لي ذنوبي يوم القيامة.
ثم توجه ابراهيم إلى ربه بالدعاء فقال: يا رب، امنحني عِلماً أسير على هداه، ووفّقني لأنتظمَ في عداد الصالحين، واجعل لي ثناءً حينا، وذِكراً جميلاً يبقى أثره بين الناس إلى يوم القيامة. واجعلني يا ربّ من عبادِك الذين يدخلون جنة النعيم، واغفر لأبي إنه كان من الكافرين، ولا تُذلّني يوم القيامة، يوم لا ينفعُ أحداً مالُه ولا أولاده لا من جاء الله بقلبٍ سليم من كل كفر ورياءٍ ونفاق.

1 | 2 | 3 | 4 | 5